segunda-feira, 10 de dezembro de 2012

“النكبة الهُراء” : محاولات لتعديل قرار العرب في الرحيل (الفصل الثاني / الحلقة الرابعة)


ورغم القرار العربي، حاولت قوات الهجانا طمأنة السكان العرب بكل الوسائل الممكنة عبر الراديو والمنشورات التي وزعت، معلنة انه لا يوجد نية في التعرض لهم .حتى انه خلال عيد الفصح طالبت الأفران بالاستمرار في تامين الخبز للسكان العرب في المدينة.

وفي هذا السياق، قال قائد لواء الشرطة البريطانية في إحدى الرسائل: "جهد اليهود لإقناع العرب البقاء في المدينة"، وهذا ما أشارت إليه تقارير مماثلة وُثقت في مستندات القنصليات الأميركية والبريطانية، كذلك في أرشيف الهجانا.
واصل البريطانيون محاولاتهم لحث القيادة العربية على تعديل موقفها، إلا أن الجواب الذي حصلوا عليه " لن نوقع على الاتفاق البتة ولو على حساب أرواح شعبنا ".
لقد ادعى العرب أن رفضهم التوقيع على الشروط التي وضعها اليهود يعود إلى كونها مذلة وتمس بكرامتهم، لذلك فضلوا الرحيل على البقاء، إلا أن الوثائق التاريخية كان لها كلمة مغايرة، فضحت ادعاءاتهم وأظهرت بوضوح أسباب رفضهم، وما وراء "ترحيل" السكان أبناء عرقهم.
لقد وجد كارش في المستندات التي حصل عليها، أن بعض السكان العرب تعرضوا للتهديد بالقتل والخيانة في حال قرروا العودة إلى ديارهم، على سبيل المثال؛ هددت " لجنة الطوارئ العربية"، التي ضمت قياديين عرب بارزين، مجموعة كبيرة من العرب ومنعتها من العودة إلى وادي النسناس، مرتكزة على أسلوب الدعاية والترهيب القائل أن اليهود شعب لا يعرف الرحمة وان النسوة والأطفال معرضين للقتل.
يقول كارش، أن الإخلاء الكبير لسكان العرب في حيفا تم بأمر من القيادة العربية الرسمية في المدينة وبإدارتها.
مما يطرح السؤال التالي: هل قرار الرحيل نابع من الإرادة الذاتية أو مفروض من أطراف خارجية؟
" هجرة العرب من مدينة حيفا   "
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن اللجنة العربية في مفاوضتها مع الهجانا، كانت تتشارك في اتخاذ قراراتها مع اللجنة العربية العليا وجامعة الدول العربية، لا بل كانت تأتمر بأمر قراراتهم ، التي تمحورت حول جواب واحد احد ؛ الإخلاء الفوري .
وفي الحقيقة، الأمر الذي سرّع خروج السكان العرب من حيفا بهذه الأعداد، ما اُبلغوا به؛ أن القوات العربية ستقوم باحتلال المنطقة خلال أيام لتحريرها من اليهود.
فكان قرارهم بالرحيل خيارا عربيا بامتياز، دفع السكان العرب ثمنه، وكانوا الضحية وكبش المحرقة والمسؤولين عن مصابهم.

Nenhum comentário: